أطفالهم يعانون أيضًا!

كشف تقرير رسمي أصدره مركز تاوب للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية في كيان الاحتلال، أن الآلاف من الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والذين يتعرضون للتوتر والضغط الشديدين في أثناء الحرب على غزة قد يعانون من اضطرابات بالنمو لبقية حياتهم، وذلك حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Calcalist العبرية، نشرته الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول 2023.
يقول التقرير إنه من بين هذه الأضرار المحتملة، نجد اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات الانتباه والتركيز، وضعف الإدراك والتعلُّم، وفي الشهر الأول من الحرب تحديداً، تعرض 661 ألف طفل (حتى سن 5 سنوات) لاضطرابات. وذلك بحسب القسم الخاص بعواقب الحرب في تقرير الدولة الصادر عن المركز والذي نشر الإثنين 25 ديسمبر/كانون الأول.

يُظهر التقرير أيضاً، أنَّ فرص الأطفال من الطبقات القوية في التعافي من هذا الضرر أكبر بكثير من فرص الأطفال من الطبقات الأضعف.
فقد كتب باحثو المركز في تقريرهم، أنه “منذ اندلاع الحرب، تعرض العديد من الأطفال في إسرائيل لاضطرابات بسبب دوي صفارات الإنذار المتكرر وأصداء الانفجارات، وتعطُّل الروتين اليومي والحياة الاعتيادية لعدد كبير منهم، وانقطعوا عن التعليم والرعاية”.
وفقاً للباحثين، فإن “المراحل الأولى من الطفولة هي الفترة الأكثر تأثيراً في حياة الفرد، وأجمع الباحثون على أن التعرض لمستوى عالٍ من التوتر وندرة المحفزات الإيجابية يضران بالنمو المعرفي والنفسي للطفل. وعادةً ما ينشأ التوتر الحاد، الذي قد يضر بنمو الطفل، نتيجة لعوامل بيئية سلبية مثل الفقر المدقع، والإهمال وسوء التغذية، والعنف المنزلي أو أحداث الحرب”.
فمثلاً، وُجد أنه بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و7 سنواتٍ الذين تعرضوا لتجارب صعبة خلال حرب لبنان الثانية، مثل سماع أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار، أو الركض إلى الملاجئ أو التعرض لرؤية المصابين أو الأضرار التي لحقت بالممتلكات، “أعراض قلق خطيرة مثل قلق الهجر وخوف وبكاء مفرط وصعوبة في النوم وأعراض أخرى”. ووجدت دراسة أخرى أن 80% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات من مدينة سديروت وتعرضوا لأحداث الحرب في طفولتهم المبكرة عانوا لاحقاً في طفولتهم من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

كذلك، وجدت دراسة أخرى أنَّ تعرض النساء الحوامل للحرب “يؤثر سلباً على القدرة التعليمية لأطفالهن بعد سنوات، خصوصاً لو أنهم يعيشون في مناطق قريبة من مناطق الحرب”.

فيما يشير المركز في تقريره، إلى أنه “في هذه الحرب، يعاني الأطفال والنساء الحوامل في وسط البلاد أيضاً (وإن كان بمستويات أقل)، إما بسبب دوي صفارات الإنذار المتكرر أو بسبب الصدمة العامة على مستوى البلاد”.
كما قالوا أيضاً إن الأطفال تعرضوا لاضطرابات وتوتر وقلق ومخاوف بالفعل خلال أزمة كورونا، وإن “الأضرار تتراكم باستمرار، ونفترض أن الاضطرابات المتراكمة للحرب ستظهر في صورة تأخر النمو وصعوبات نفسية وأكاديمية مستقبلاً”.

إلى جانب ذلك، يشير التقرير إلى وجود اختلافات كبيرة في القدرة على التعافي من الضرر بين الأطفال من الطبقات القوية والضعيفة.

جاء فيه أنه “بينما يعاني الأطفال الضعفاء الذين ينشأون في أسر فقيرة من الآثار السلبية لظروف الحياة أو الأحداث الضاغطة طوال حياتهم، فالأطفال من الطبقات الأقوى في المجتمع لديهم فرصة أكبر للتعافي من هذه الأضرار”. ويذكر التقرير أن “هذا مثير للقلق تحديداً في الكيان، حيث تكون الفجوات بين الطبقات السكانية على أساس الخلفية الاجتماعية والاقتصادية عميقة نسبياً”.