سردية قصف المستشفيات عند الغرب

عام 1911 حالما دخلت الطائرات في الاستعمالات الحربية، شهد العالم قصف أول مستشفى أو مكان يقدم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين، كان ذلك في ليبيا وتحديداً في طرابلس ابان الاستعمار الايطالي.
لقد فتح الإيطاليون طائراتهم وأسقطوا قنابل على مراكز الخدمات الطبية. وقتها تقدم العثمانيون بشكوى للصليب الأحمر الذي كان قد أُسس قبل نصف قرن من الحادث عبر احد الداعمين للمشروع اليهودي في العالم هنري دونان، لتأتي اجابة ايطاليا بأن المستشفى تواجد فيه مقاتلون ناهيك عن أن الطيار الايطالي من الاعالي لا يستطيع تمييز المستشفى من غيرها من الاهداف، وعليه اقتنعت لجنة الصليب الاحمر بطعون الايطاليين وستصير هي الحجة البارزة لاستهداف المستشفيات.
لحقت بذلك فرنسا من خلال قصفها القوافل الطبية الڤيتنامية بالنابالم تحت ذريعة تواجد أسلحة في داخلها، وأمريكا في حرب الكوريتين مما دفع الكوريين لبناء مستشفيات تحت الارض، وكذلك في ڤيتنام عندما قصفت أمريكا مستشفى ماي شاي التي كانت تضم 940 سريراً بذريعة أن المستشفى كان داخلها أسلحة وأنفاق للفيت كونغ، وصولاً للإستهداف الصهيوني للمستشفيات في غزة وحدها حرب 2014 شهدت تدمير 17 مستشفى و56 مركز صحي و45 سيارة اسعاف، افغانستان في العام 2016 شهدت اكثر من 119 هجوم جوي على مستشفيات ومراكز صحية.
لقد صاغ الغربيون على مدى قرن مفهوم «درع المستشفيات» وهو المصطلح التبريري للقصف بأن المستشفى تحوي على اسلحة أو يتحص بها مقاتلون وهو ذات المصطلح بصيغة توراتية «الاختباء خلف قرون المذبح» الذي أستخدمه 100 طبيب صهيوني في عريضة رُفعت لجيش الاحتلال لانهاء كل وجود طبي داخل غزة.