علامَ تخافُ أميركا اليوم؟

علامَ تخافُ أميركا اليوم؟

بعد اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في العام 2022، بدأت الولايات المتحدة الاميركية وحلف الناتو بتقديم المساعدات العسكرية لاوكرانيا لمواجهة روسيا.
في العام نفسه، أصدر البيت الابيض الاميركي استراتيجيته الجديدة للأمن القومي.
هذه الاستراتيجية الجديدة وصفها الرئيس الاميركي جو بايدن بأنها ترتكز على العالم كما هو اليوم، وتضع الخطط للمستقبل التي تسعى الولايات المتحدة الى بلوغه لإعادة تشكيل النظام العالمي، وتقديم خارطة طريق لكيفية تحقيق ذلك.
الوثيقة المكونة من 48 صفحة طرحت رؤية إدارة الرئيس الاميركي لإدارة ألعالم، وقامت بتحديد الصين كمنافس وحيد لها في هذا العالم، مع وضع خطط ايضا للحد من خطورة روسيا كقوة ممكن ان تكوّن خطراً على الولايات المتحدة الأميركية (تمثل تنفيذ هذه الخطط ضد روسيا فيما بعد بعقوبات اقتصادية متصاعدة نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية، وباصدار وثيقة لالقاء القبض على الرئيس الروسي).
أما نظرة هذه الوثيقة الى منطقة الشرق الأوسط فقد اتت على الشكل التالي: المنطقة الأكثر تكاملاً التي من شأنها ان تعزز السلام والازدهار الاقليمي، مع الأخذ في عين الاعتبار تقليل متطلبات الموارد التي تفرضها هذه المنطقة على الولايات المتحدة على المدى الطويل.
نظرة “المجتمع الاميركي” لهذه الوثيقة كانت انتقادية لأسباب عدة منها التكلفة الباهظة التي دفعتها الولايات المتحدة في حروب مثل افغانستان والعراق، واستنفاذ كميات هائلة من الموارد، عدا عن امور اخرى تتعلق بالانفاق العسكري الهائل واستحواذ الصين على معظم السندات الإئتمانية الاميركية.
الانتقادات لهذه الوثيقة يستطيع المراقب ايضاً أن يلاحظها في الصراع الدائر بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي في سباقهما الجديد نحو سدة الرئاسة.
وبالعودة الى منطقة الشرق الاوسط، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” ان تهميش عملية السلام بين الفلسطينيين و”الاسرائيلين”، واتجاه الولايات المتحدة الى دفع عملية تطبيع العلاقات بين “اسرائيل” وباقي الدول العربية غير المطبعة اثرت سلباً على الادارة الاميركية.
بالاضاقة الى ذلك، دعم الولايات المتحدة للحكومة “الاسرائيلية” المتطرفة نسبياً في عهد نتنياهو، رغم كل الانتقادات الموجهة لحكومة نتنياهو ومع خروج الكثير من التظاهرات ضد حكومته.
واضافت مجلة “الفورين بوليسي” ايضاً أن هجمات حماس تشكك في مجمل النهج الاميركي ايضا في المنطقة ، وتجاهل المسألة الفلسطينية في اثناء محاولة تشكيل كتلة امنية تدعمها الولايات المتحدة ، دفعت الجماعات المسلحة الاقليمية الى الاقتراب من ايران، وشددت خطوط الصراع القائمة.
لا شك بأن المخاوف الاستراتيجية الاميركية من تنامي قدرة الصين على كافة المستويات، قد سرّعت من عملية التوقيع على انشاء خط السكة الحديدية من الهند الى ميناء حيفا، ولهذا كان لا بد من استكمال عملية التطبيع بتوقيع اتفاقية تطبيع بين المملكة العربية السعودية وبين “اسرائيل”، الا ان عملية “طوفان الاقصى” والرد “الاسرائيلي” عليها قد أجل موعد توقيع هذه الاتفاقية.
الولايات المتحدة الاميركية عبر ارسال حاملتي طائرات هما الاضخم في اسطولها الحربي الى مقابل مسرح الحرب في غزة، والموافقة على نشر 2000 عسكري على الارض لمساعدة “الاسرائيليين” ، وكأنها تقول للعالم أنا هنا لأضمن حماية خط السكة الحديدية ولأعيد الهيمنة بشكل مختلف هذه المرة عن كل المرات السابقة وذلك بالمواجهة المباشرة ان فكّرت ايران بتوسيع رقعة الحرب.
في المقابل وزير خارجية ايران وبأكثر من تصريح ( حتى في الامم المتحدة ) يحذر الاسرائيليين من مغبة استمرار سياسة الابادة الجماعية في غزة.
الصراخ يتعالى يوما بعد يوم وكل الاحتمالات مفتوحة.