البارحة، كتبنا أن القوميين، رئيسهم، وقادة حزبهم، جميعهم أبدعوا وتألقوا في شارع الحمراء ببيروت، في ساحة خالد علوان.
وبرمزية وجدانية، متأملة وتواقة إلى دور عظيم للحزب، كتبنا أيضا أن زعيمهم انطون سعاده عاد إلى الحياة بعد موت مديد. إذ قرأنا حضوره بنهجه ومواقفة النضالية الثورية، في وجوه القوميين وأشبالهم وفي خطاب الرئيس.
إنبرى بعض القوميين ليعيبوا علينا التملق، وليستنكروا هذا الموقف، واتهمونا بالتطبيل والتزمير والتبخير للرئيس..
بعض القوميين، من المعارضين، عدميون، سلبيون، لا يعجبهم شيء، ولا عمل لهم في الحياة سوى النقد. وفقدوا الرؤية السليمة والرأي الحصيف، إذ باتوا عاجزين عن رؤية التحولات التي تعصف بالحزب وعن تقدير التغير في الموقف والنهج المختلف عن السابق، وعاجزين أيضاً عن التمييز بين ما كانه الحزب وما صار عليه.
فهم إلى الآن لم يشعروا، أو ما رغبوا أن يشعروا أن شيئاً جديداً حصل في الحزب وفي قيادته، لم يروا ولم يسمعوا أنه لأول مرة في تاريخ الحزب جرى التبني الرسمي وعلى لسان الرئيس بخطاب أمام الملأ، للعملية البطولية التي سطرها حبيب الشرتوني، عملية فدائية غيرت وجه لبنان ونقلته من لبنان الإسرائيلي إلى لبنان المقاوم.
ولطالما كان هذا التبني مطلبهم لعقود، ويعيبون على القيادات المتوالية عدم الإقدام عليه.
لم يشعروا وما أرادوا أن يشعروا بأن قيادات الحزب والقوميين سجلوا البارحة موقفاً بطولياً بمواجهة السلطة اللبنانية طالما تشوق القوميون إلى مثله، وافتقدوه منذ رحيل المؤسس، لقد حفظت قيادة الحزب كرامة الحزب ومعنويات القوميين بتحديها قرار منع الإحتفال الذي أصدره وزير متردد ومستبد وغير مسؤول.
وقفة عز اشتقنا إلى مثلها.
لن أصفهم، بعديمي الإحساس والضمير.
سأكتفي بالقول: معارضة غير بناءة ، قوميوها عميان.