مترافقة بالكثير من الإخفاقات المستمرة، والفشل في إدارة شؤون الكيان الغاصب، تكمل حكومة نتنياهو شهرها التاسع، وتتألف هذه الحكومة من أحزاب تُعرف باليمينية واليمينية المتطرفة، وهي حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي حصل على 32 مقعداً في الكنيست، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب عوتسماه يهوديت بقيادة ايتمار بن غفير، وحزب نوعم بقيادة آفي ماعوز، وهي ثلاثة أحزاب خاضت الانتخابات في تحالف تقني وانفصلت بعد ذلك.
ويَعتبر عدد كبير من “الإسرائيليين” هذه الحكومة الأكثر فشلاً في تاريخ الكيان، فقد دمر وزير الخارجية إيلي كوهين العلاقات مع دولة لم يكن للعدو علاقات معها بعد، حيث تسبب بأزمة مع ليبيا وإيطاليا، حتى أنّ الأميركيين الذين عملوا على التفاصيل الدقيقة للعلاقات بين تل أبيب وطرابلس، قدموا احتجاجاً رسمياً، كما أنّ الموساد الذي ينسج لسنوات عديدة شبكة معقدة من الاتصالات مع مختلف القبائل والفصائل قي ليبيا، أبدى اندهاشه من هذا الأمر، كما أعطى إيتمار بن غفير حركة المقاطعة أعظم هدية على الإطلاق، حين تحدث عن حق عائلته بحرية الحركة في طرقات الضفة الغربية أكثر من حق الفلسطينيين، وذهب في اليوم التالي والتقط صوراً له في معرض هدم منازل البدو الفلسطينيين في النقب، وهي سابقة لم يقم بها أي من الوزراء من قبل، كذلك فإنّ وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش، ظهر ملقياً خطاب من على منصة وضعت عليها خريطة لم يظهر فيها الأردن، الدولة التي لديها اتفاقية سلام مع كيان العدو، كما أوقف تحويل الأموال لبلديات فلسطينيي الـ48، وأقالت وزيرة الإعلام غاليت ديستل أتباريان المدير التنفيذي للوزارة غالي سامبيرا الذي عينته بنفسها، وذلك بسبب معارضته الانقلاب القانوني، وجاء إشعار فصله مهيناً ومثيراً للاشمئزاز، كما أقالت ثلاثة مسؤولين في الوزارة خلال شهورها الثمانية، وكشف تحقيق صحفي عن سوء إدارتها للعلاقات الإنسانية في الوزارة، وطغيان الصراخ على موظفيها، والسلوك العنيف، والإساءة الواضحة، كما أنّ وزير الحرب يوآف غالانت الذي ذهب في زيارة مهمة إلى نيويورك، مُنع خلالها من لقاء نظرائه الأمريكيين بأمر من نتنياهو، حتى يدعوه لزيارة واشنطن، ما جعل قيادة حزب الليكود تعتقد أنه اقترب من نهاية حياته المهنية، وعندما أدت هذه الحكومة اليمين الدستورية، لم يتوقع “الإسرائيليون” منها الكثير، لا بل لم يكن لديهم توقعات على الإطلاق، فهي حكومة مرهقة ومعقدة، ومعظم أعضائها مبتدئون، وغير مؤهلين لمناصبهم، الجميع يعتقدون أن هذه حكومة نتنياهو الأخيرة، وأصبحوا عالقين في الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخهم، وتدفعهم إلى الكارثة والجنون والعار.
وزاد من حالة الشرخ داخل الحكومة “الإسرائيلية” قضية نقل مدرعات ومعدات وأسلحة للسلطة الفلسطينية، وقد تسببت تقارير إعلامية “إسرائيلية” عن تسليم الولايات المتحدة أسلحة للسلطة الوطنية الفلسطينية في أزمة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، بعد أن عبّر وزراء يمينيون متشددون في ائتلافه عن غضبهم وطالبوه بتوضيح ما جرى، وكشفت إذاعة جيش العدو أنه تم تسليم السلطة الفلسطينية عدة مركبات مصفحة، كما تضمنت الشحنة ما لا يقل عن 1500 قطعة سلاح بعضها بنادق “إم-16″، موجهة بالليزر وبعضها كلاشينكوف، وتم نقل المعدات مؤخراً من القواعد الأميركية في الأردن، ومرت عبر معبر اللنبي بموافقة “إسرائيلية” كاملة، يُضاف إلى كل ما ذُكر قضايا خلافية أخرى، كإخلاء البؤر الاستيطانية، وأوضاع الأسرى الفلسطينيين، والتعاون مع السلطة الفلسطينية، والتعامل مع استفزازات حزب الله، وغيرها من القضايا.
في الخلاصة، هذه الحكومة لن تستمر لفترة طويلة، وستنهار قبل نهاية المؤتمر الشتوي للكنيست، وإذا استمرت حتى ذاك الوقت فإنها ستجد صعوبات كثيرة قبل أن تنهار.