ضبّاط وجنود اليونيفيل: لا تحوّلونا إلى أسرى

يأتي قرار التمديد لعمل القوّات الدوليّة العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل قرارًا محرجًا بمفرداته وتعابيره والنوايا من خلفه لجنود اليونيفيل وضباطه أنفسهم، وليس لأبناء شعبنا الذين اعتادوا إيجاد التوازن بين ما تعلنه الدول وأداء جيوشها على الأرض، حيث تعمد قواها إلى إظهار حسن النوايا صبحًا ومساءً مع أهالي القرى المتواجدة فيها وعلى أطرافها.
تساؤلات عديدة أثارها القرار، لا سيّما لجهة إمكانية التحرّك نحو أهداف معيّنة دون التنسيق مع الجيش، وهو ما يؤشّر إلى وضع عمل اليونيفيل في إطار استخباراتي يستهدف عمل المقاومة، ويتحرّك بأوامر “إسرائيليّة”.
في الوقت عينه أتى كلام المتحدّث الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي عن أنّ الأمور لم تتغيّر عن قواعد العمل في العام السابق، ليشير إلى أنّ الإعصار الإعلامي والسياسي لم يكن سوى رفع أسقف لا تسمن ولا تغني من جوع، إذ أنّ قيادة اليونيفيل على الأرض تدرك أن اي تحرّك خارج إطار التنسيق مع الجيش هو مشروع اصطدام بالأهالي، وأنّ معظم الدول المشاركة في عمل القوّات الدوليّة غير مستعدّة لهكذا مغامرة تضع جنودها في حالة عداء مع من يجاورونهم السكن ويلتقون بهم في السوبرماركت والطرقات.
نقطتان أساسيّتان وجب التعليق عليهما:

  • موقف الحكومة اللبنانيّة بشخص رئيسها نجيب ميقاتي ووزير خارجيّتها عبد الله بو حبيب هو موقف متخاذل وضعيف، ولا ينمّ عن احترام الجيش اللبناني ولا حتى البيان الوزاري.
  • اجتماعات ضباط اليونيفيل مع رؤساء بلديات ومخاتير بلدات جنوبيّة كان هدفها إيصال رسائل “لطيفة” إلى المقاومة أنّ ضبّاط وجنود القوّات الدوليّة لا يرغبون بالتحوّل إلى أسرى بسبب مواقف دولهم من المقاومة، وأنّ عملهم سيستمر كما هو.