فخ الديمقراطية.

من المؤكد أن كل شعب يسعى لأن ينال الديمقراطية ويمارس حقه في دولته بشكلٍ ديمقراطي، لكنها ليست شعاراً منشوداً ولا هي حق لمن ليس هو مؤهلاً للتعامل بها.

الديمقراطية إن أُعطيت لشعبٍ غير واع، وغير محرر من التبعية الطائفية، وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن، نكون كمن يُعطي لطفلٍ صغير مسدساً ليلهو به فتكون النهاية مفجعة.

ما شهدناه في الإنتخابات النيابية اللبنانية هو خير دليل، لشعب يطبل ويصفق لزعماء الطوائف، ويردد شعارات، ويطلق إتهامات، ويكيد هذا الفريق لذاك، ويعلن الولاء مقابل خدمات مُغلباً المصلحة الشخصية على مصلحةِ الوطن، متشبثاً بنظرة قصيرة الأمد لا تحقق على المدى البعيد كرامة وصيانة البلاد ومستقبلٍ ينعم فيه الشعب بأسره ويضمن غد أفضل لأجيالنا.

الديمقراطية في لبنان هي قنبلة موقوتة بيد شعب منهك تُقدَم في علبة هدية تزينها شعارات لا مبادئ، ومعونات للعيش لا للحياة
هي طُعمٌ يساق بها الشعب الى الهاوية القاتلة متوهماً النصر مقدماً لحمه الحي لتتناهشه المصالح السياسية الخبيثة.