هل سيدعو بري للجلسة 12 لإنتخاب الرئيس ومتى؟

تتجه الأنظار خلال الساعات والأيام المقبلة ، نحو رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان ألمح في وقت سابق إلى توقيت الخامس عشر من شهرحزيران الحالي، كموعد مفترض لجلسة إنتخاب رئيس الجمهورية، وقد زادت وتيرة التركيز على بري في الأيام الأخيرة من خلال ما يُشبه الحملة ضده والإيحاء وكأنه هو من يُعطل إنتخاب الرئيس من خلال عدم الدعوة إلى الجلسة وتحديد موعدها، وهذه من صلب صلاحياته.

هذه الأجواء وما ترافق معها من تحركات وإتصالات داخلية وخارجية، دفعت إلى التساؤل : هل سيدعو بري إلى الجلسة 12 ومتى لإنتخاب الرئيس؟ وبالتالي هل بات الإستحقاق جاهزاً في حال تمت الدعوة؟ أم أننا مازلنا في مرحلة المد والجزر وعدنا إلى المربع الأول؟؟

هذه الأسئلة وغيرها ستحتاج إلى الكثير من التعمق والمتابعة لمحاولة معرفة الإجابة عليها خلال المرحلة المقبلة، فهناك من ينتظر داخلياً لإعلان تفاهم قوى المعارضة والتيار الوطني الحر وبعض نواب”التغيير” والمستقلين على تبني ودعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة رئيس تيار “المردة” الوزيرالسابق سليمان فرنجية المدعوم من ثنائي “أمل” و”حزب الله” وحلفائهما.

وبإنتظار تبلور المواقف بشكل رسمي، فإن المرجح وفق بعض المصادرالمتابعة، هو العودة إلى المربع الأول وتقطيع الوقت أو بشكل أدق “اللعب في الوقت الضائع” لأن التسوية لم تُنجز بعد والقرار لم يصدر.

وتستشهد هذه المصادربجملة معطيات أو قراءات تُرجح هذه الفرضية ومنها : المعلومات التي تحدثت عن أن الإستحقاق الرئاسي اللبناني سيكون مطروحاً بين وزراء دول الخماسية (أميركا، فرنسا، السعودية، قطرومصر)، على هامش مؤتمردول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي سيعقد في الرياض في المملكة العربية السعودية في 7 حزيران الجاري.

ما هوالموقف الحقيقي للنواب السنة الذين لم يحسموا خياراتهم الرئاسية بعد، إضافة   إلى موقف الحزب التقدمي الإشتراكي وسط الحديث عن إرباك كبيرلديه ،على خلفية خشية زعيم الحزب المستقيل وليد جنبلاط من تحول إسم المرشح جهاد أزعورمن مرشح تسوية كما كان إقتراحه ، إلى مرشح تحد، ولهذه الغاية كانت زيارة الوزير السابق غازي العريضي إلى عين التينة ولقاء بري قبل أن تعلن كتلة “اللقاء الديموقراطي” موقفها بعد إجتماع تعقده يوم غد الثلاثاء.

وتتحدث المصادرعن طرح ما يُسمى”الميثاقية الشيعية” مقابل ما يطرحه التيار الوطني الحرمن “ميثاقية مسيحية”، وهوما قد يُساهم في تمديد فترة الشغورالرئاسي ، ما يعني أن التسوية ما زالت بعيدة ، وحل الملف الرئاسي ربما يحتاج إلى شهرإضافي أوأكثر.

وتُعرب مصادر نيابية لـ”صباح الخير-البناء” عن خشيتها من عدم الإتفاق على ترشيح أزعورأوحتى غيره في المرحلة الحالية في مواجهة فرنجية، لأنه لا يبدو أن هناك ضوء لنهاية النفق، فالإستحقاق الرئاسي بيد الخارج وهذا الخارج غير متفق بعد على أي رئيس وأي أولوية، هل عملية الإنتخاب أم حفظ الأمن والإستقرارأو الإصلاحات أو وضع حاكمية مصرف لبنان؟؟

وتُحذرالمصادرنفسها من العودة إلى المربع الأول في الملف الرئاسي ، مستندة على تراجُع حركة الجهود والمساعي الخارجية والمناخات الإيجابية التي أُشيعت في الأسابيع الأخيرة .

ويتقاطع مع هذه القراءة والتحليل كلام نيابي عن حسابات وبوانتاجات في الأرقام والأعداد في غير محلها وبعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة حتى لو تم تبني ترشيح ازعور من قبل البعض، فمن أين جاءت أرقام الـ68 صوتاً وإحتساب أصوات نواب لم يتم الحديث معهم أصلا وليسوا في هذا الوارد.

وربما يأتي في نفس السياق، الكلام الذي نُقل عن الرئيس نبيه بري عبروسائل الإعلام وحتى الزواروالبيان الذي صدرعن مكتبه الإعلامي، والذي أكد فيه أن “أبواب المجلس النيابي لم ولن تكون موصدة أمام جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية بحال أُعلن عن ترشيحين جديين على الأقل للرئاسة، وأن أي “تشويش وتهديد” لا يعود بفائدة ولا ينفع أبداً خصوصاً مع رئيس المجلس”. 

وعلى الرغم من القراءات المختلفة والتفسيرات المتعددة لكلام بري، إلا أن الثابت والذي أكده رئيس المجلس شخصياً ، هو أنه لن يقبل بتكرارمشهدية الجلسات الـ11 السابقة وتكرار ما أسماه “المهزلة والسخرية” التي كانت تحصل، كرمى لعيون أحد.

فالرئيس بري يريد جلسة مثمرة وبمرشحين جديين إثنين على الأقل، وهوسيدعو  إلى جلسة فور توفر”الترشيح الجدي” وليس ترشيح النوايا.

في المحصلة، لا زال موعد الجلسة الـ12 لإنتخاب الرئيس غير واضح المعالم ، وسط مزيد من الغموض لا يزال يكتنف ملف الإستحقاق الرئاسي.