من جديد، تستلم سوريا دفة القيادة والتغيير في موازين القوى والسياسة والعلاقات والتكتلات الدولية ،بعد ما نحجت في كسر احادية القطب من خلال الدور الروسي والصيني الذي لعباه خلال سنوات الازمة والحرب الكونية على الشام، وبروز روسيا الصديقة كقوة دولية مضادة للقطب الامريكي وصعود الصين كقوة وكتلة اقتصادية فرضت نفسها كخيار لكثير من الدول العالم منافسة للاتحاد الاوروبي وامريكا.بالاضافة الى تعزيز الدور الايراني في المنطقة واعادة هيكلة محور المقاومة وتصحيح مسار البوصلة واسقاط كل المحاولات الصهيو-امريكية لشيطنة ايران وسطوع الدور الايراني في محور المقاومة ،مما ادى الى عطب اليد الامريكية وكشف الستار عن نواياها وتلاعبها بمصير شعوب العالم العربي وبالتالي فشل عملية التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ،هذا كله وسوريا تمر باشرس الحروب.واليوم سوريا وبفضل صمودها وقيادتها المتمسكة بثوابتها القومية، تمسك بمفاتيح فجر جديد للمنطقة وتغلق ابواب التخبط والاحقاد والضغائن بعد ان طوى الرئيس الاسد ملفات الماضي بخصوماته ومشاكله وتآمراته وفتح أبواب دمشق كعادتها قبلة للم شمل العالم العربي والتعاون المشترك ،فهو يدرك أن المستقبل لا يتسع إلا لصالح النهوض والمصلحة الوطنية للشعب وتمكين وتفعيل العمل المشترك بين الشعب السوري والعالم العربي.لقد اوضحت الازمة وخروج سورية من الجامعة العربية، حجم التراجع على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والسيادي للدور “العربي” وانتج نظاماً اقليمياً متدهوراً ودوراً هامشياً لا يقي من حر الصيف ولا برد الشتاء. وأثر تحالف بعض قيادات الدول العربية مع القوى التي تآمرت على سورية وكيف اصبحت رهينة للارادة الغربية والامريكية منزوعة السيادة، وقد ادركت المملكة السعودية ودول الخليج هذه الحقيقة وأيقنوا ان بداية حقبة جديدة تبدأ بمصافحة الاسد في دمشق،رغم كل تحركات الكونغرس ومجلس الدول السبع لسن تشريعات لمعاقبة من يتعامل مع سورية.ان التحولات الدولية منذ بداية2023 تؤكد على دور دول العالم العربي وقدرته على صنع قراراته بنفسه وادارة شؤونه وحل مشكلاته من دون املاءات الدول الغربية والامريكية التي تستنزف كل مقدراته وتجيرها لمصلحتها. وان عودة العرب لسوريا وعودة الجامعة العربية لحضن سوريا هو انتصار جديد لمحور المقاومة بعد تحولها من الحالة الردعية للحالة الهجومية، ولي ذراع المشروع الصهيوني وسقوطه، عودة المسألة الفلسطينية على جدار الاولويات العربية ،ولم يتم ذلك إلا بصمود الدولة في سورية وقيادتها وجيشها وتضحياته ودماء الشهداء ودعم الحلفاء لاسقاط مشروع التقسيم والتفتيت الذي كان يراد به تهيئة الارض لتحقيق حلم “اسرائيل” والاكذوبة التوراتية (حدودك يا “اسرائيل” من الفرات حتى النيل).ونحن على موعد مع تموضعات جديدة تخرج “اسرائيل” من المشهد والمعادلة الاقليمية وتشطب اي اعتبار لمصلحة هذه الكيان ودون ارضاء لامريكا وتلغي خيار التطبيع من الحراك السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.وتحت عنوان جلوس سوريا على مقعدها في القمة العربية من جديد الذي جاء من موقع القوة ومن دون قيد او شرط او تنازل مؤكدا على ثوابتها والتزامها بالعمل العربي المشترك والمصالح العربية فلقد وضع الرئيس الاسد جميع القادة المجتمعين على طاولة الجامعة العربية أمام استحقاق تاريخي لتحويل مجرى عمل الجامعة واعادتها للغاية التي انشأت لاجلها وللاطار العربي ،وإرجاعها للحياة بعد الموت السريري الذي رافقها طوال اكثر من عقد ..لقد كانت حقا قمة الاسد المنتصر وكان نجم الجامعة العربية الذي وببضع كلمات وبدقائق معدودة استطاع وضع اسس النهج الجديد للعمل العربي المشترك وبناء تكتل العربي يضع مصالح شعوبه على مادون سواها ونحن نأمل من دول العالم العربي والجامعة العربية وبعد عودة علاقتها بسوريا طرد “اسرائيل” من ساحة الملعب العربي بعد ان قامت سوريا وقوى المقاومة بكسر شوكتها، وان تكون حقا عربية عروبة الانتماء والمصالح،وان يتم تفعيل العمل العربي المشترك وخاصة بالمجالات الاقتصادية والحيوية.