عندما نزور بلدأً معيناً فأننا نلحظ ما يميزه، من طبيعة، ولغةٍ وملامح وسلوك شعبٍ، وفنون موسيقية وتراثٍ يصتبغ به،
في الملبس، والطعام، والغناء، والآلات الموسيقية،
وأسلوب حياةٍ وبناء، ومزاج،
حتى البيئة النباتية والحيوانية تتميز طبقاً لموطنها.
الدول المتقدمة التي وجدت سبلاً لتطوير أنتاجها وتخصصها الأنتاجي بمصدر معين تختص به، نجدها تعتز بإرثها اللغوي الثقافي، لا تساوم ولا تقدم تنازلات بحجة التقدم والتطور عبر الانسلاخ من ماضٍ وهوية.
نحن الان نعمل بمياعة شريحة كبيرة من مجتمعنا على فقدان هويتنا ومميزاتنا وموروثنا الثقافي على يد جيل يتشدّق بمغالطات تعبر عن سخافة وسطحية وقلة ثقة، عبر التمسح بكل ما هو أجنبي بإعتباره بريستيج أرقى من موروثاتنا الثقافية.
فاللغة المحكية والمكتوبة بحروف اجنبية (أرابيش) لغة التواصل الاجتماعي،
تستفز كل غيور على لغتنا،
قد لا أفهم دواعي التكلم بالفرنسية التي تظهر خلالها بشكل خجول بضع كلمات من لغتنا؟
وكأن لغتنا لا تناسب ما يدعونه تطور وبرستيج عند جيل الشباب، وشريحة واسعة من مجتمعنا.
ولا ننسى أساليب التعليم العقيمة والمناهج التعليمية المملة العقيمة المزورة للتاريخ المنسلخة عن الواقع وبناء المستقبل.
أما بالنسبة للفن كالغناء فهو وصمة عار يحمل رسالة ماكر غير بريئة في تلويث الذوق الأجتماعي والأعتياد على الرذيلة والاخلاق المنحطة الإنحلالية.
فالكلمات والألحان والأصوات تلوث سمعنا وتضيف العصبية الى مزاجنا،
وكل ذلك بحجة مجارات الحداثة.
اذا زارنا أجنبي من أية دولة في العالم ماذا سيكتشف من مميزات تختص ببلادنا كما هي الحال في بلاده؟
سؤال طرحته على نفسي عدة مرات، فجيل الشباب في بلادنا لا يشبه بيئته بل يساهم في ضياع الهوية بميوعته وتزييفه وعناده عن معرفة وفهم أن الرقي ينبع من أصالة هويتنا نحن.
يمنى الأعور