في الأحد الأخير من آذار جعلوا الوقت طائفياً، كعادتهم…

تمّ اتّخاذ قرارٍ بعدم الالتزام بالتّوقيت الصّيفي بل إبقاء التوقيت شتوياً أي إبقاء عقارب السّاعة كما هي. مثلهم… مثل المسؤولين في بلادي.. جميعهم لا يتغيّرون بل يتمسّكون بالكراسي لأنّهم “أدنى منها”…
عارضت هذا القرار بعض الفئات السّياسية و الدّينية والقنوات الإعلامية.
أهذه بلبلة من نوع آخر يحدثونها في مجتمعنا؟ ونحن كلبنانيين أحقّاً تخلّينا عن حقوقنا ونسينا المشاكل الاجتماعية التي نواجهها كل يوم؟ أحقّاً ندعهم يتمكّنون من إلهائنا عن جميع القضايا المعيشية و ما نتحمّله باستمرار؟ ألا نخجل من أنفسنا؟
أنا أرى أنّه لا جدوى من تقريب الوقت او إبقائه كما هو… فإنّ أمم العالم في حالة تمدّن و تطوّر دائم و الزّمان يسير إلى الأمام… أمّا نحن فماذا سيحدث لنا إذا تغيّر التّوقيت من شتوي إلى صيفي أو العكس، و بقينا على هذه الحالة… نتكلّم عن توقيتنا وتوقيتكم ومنطقتنا و منطقتكم؟..
أيفرّق ظلمهم بين مسيحي و مسلم؟ لا. فنحن من نقف جميعنا ومن جميع الطّوائف أمام بائع الخبز آملين ألّا يرتفع سعر صرف الدّولار كي نتمكّن من شراء الخبز لأولادنا. فلماذا نرقص لهم عندما يدقّون على الوتر الطّائفي؟ و لماذا نسمح لهم بتأجيج نيران الطّائفية وإثارة غريزة الدّين في داخلنا؟ أنحن شعب أم شعوب؟ “أوقات” أو “تواقيت” في بلد واحد!!! لكنّني لا أستغرب.. فماذا ننتظر من شعب يُدخل طائفته في الشاردة والواردة؟ أننتظر منه أن يحافظ على وحدة توقيته وهو لم يستطع أن يحافظ على وحدته الوطنية؟ ماذا ننتظر من شعب يشتم زعماءه و يهتف “كلن يعني كلن” ثم ينتخب زعيم الطّائفة باسم محافظته على وجوده؟ الطّائفية تتوغّل كالسّم في عروقنا، وخلافاتنا تتزايد يوماً بعد يوم، ولهذا السّبب لم نستطع التّغلب على من سرق أموالنا وظلمنا..
“إذا اللّبناني يوماً أراد التّخلّي عن طائفيّته وغريزته وإذا أراد أن يتّحد مع أخيه المسلم أو المسيحي باسم الوحدة الوطنيّة و تحت راية الدّفاع عن حقوق الجميع…فلا بدّ.. لا بدّ أن يستجيب القدر” و “لا بدّ أن نتّفق على توقيت واحد”…

سارة مخلوف – طالبة في الصف التاسع