سورية بين الكوارث والاعتداءات… أمّةُ نحن يقيناً

رفع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله سقف التحدّي في مواجهة الأميركيين و”الإسرائيليين” خلال خطابه الخميس الفائت لمناسبة ذكرى القادة الشهداء، ناسفاً إمكانيّة استمرارهما بأسلوب “اضرب واهرب”، مكرّساً قواعد اشتباكٍ جديدةٍ: الفوضى بالفوضى. وطلب من الأميركيين بصريح العبارة التوقّف عن دفع لبنان نحو الاقتتال أو الفوضى الداخلية، وأن ذلك سيؤدّي إلى فوضى في كلّ المنطقة وخصوصاً في مواجهة “ربيبتكم إسرائيل”.

كان قد سبق خطاب نصر الله جملةً من الاحتجاجات تخلّلها قطعاً للطرقات ترافقت مع قيام بعض المجموعات بإحراق بعض المصارف في بيروت، في مشهدٍ لا يمكن وضعه إلا في خانة الفوضى المفتعلة.

في حين شهدت الشام، بينما ما زالت تلملمُ أشلاء شهدائها من تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب شمالها، اعتداءً “إسرائيلياً” استهدف أحياءً سكنية في مدينة كفرسوسة وأدّى إلى استشهاد مدنيين، بالتزامن مع الاعتداءات الإرهابية التي قام بها تنظيم “داعش” على مدى الأيام الماضية، وأدت إلى استشهاد عشرات المدنيين العُزّل خلال قيامهم بجني الكمأة في ريف محافظة حمص الشرقي، الأمر الذي يثبت مجدداً التنسيق والترابط الوثيق بين اعتداءات العدو وبقايا هذا التنظيم لزعزعة أمن الشام واستقرارها.

وعند كلّ مفترق مفصليّ، يثبت المجتمع السوريّ تعاضده القوميّ والاجتماعي، حيث استنفر الزلزال أبناء شعبنا في العراق ولبنان والأردن والكويت نُصرةً للضحايا في الشمال الشامي، تأكيداً على وحدة هذا المجتمع وإثباتاً لنظريّة أنطون سعاده حول التفاعل الطبيعي والمدى الحيوي المتعلّق بدورته الاقتصادية – الاجتماعية.