طوال أشهر الحرب على غزة وقفت تركيا إلى جانب الفلسطينيين وداعمة لغزة ومقاومتها بالبيانات والمؤتمرات ولكنها وقفت إلى جانب المعتدي على غزة بالدعم اللوجستي وتزويده بما انقطع عنه من مواد غذائية لا بل وعسكرية وصناعية، وأكملت دورها في التآمر على المقاومة اللبنانية وعلى الدولة السورية التي مثلت واسطة العقد في محور المقاومة، فكان لها الدور الأكبر في اسقطا النظام السابق ولعبت دورا في دفع المحور إلى الانكفاء، كل ذلك فعلته و هي مؤيدة من النظام الإبراهيمي بجناحيه العربي السني و(الإسرائيلي اليهودي) وذلك بحجة طرد الخصم الشيعي الفارسي من شرق المتوسط، ولكن النظام الإبراهيمي اكتشف في لحظة متأخرة أن تركيا هي من سيملأ الفراغ الناشئ عن خروج ايران، وتركيا الآن ترابط في دمشق ممثلة بوكيلها أبو محمد الجولاني احمد الشرع لاحقا.
وبما أن السياسة هي عالم المصالح والضرورة فان المحور الإبراهيمي بشقه العربي واليهودي وان نظر نظرة الرابح لسقوط النظام السابق في دمشق، إلا أنه لم ينظر بارتياح لانتصار الدور التركي، فالإبراهيمي العربي السني يريد أن يكون صاحب الحظوة في إدارة الشام الجديدة، و(إسرائيل) لا تريد أي دوله قوية إلى جوارها، حتى لو كانت صديقة وحليفة أو صاحبة جميل عليها، لان عالم السياسة يختلف تماما عن عالم الصداقة الاجتماعية.
هذا ما دفع الأمور إلى حافة الاشتباك منذ ثلاثة أسابيع وأشعل ضوء احمر و نوايا إسرائيلية بالاشتباك المباشر مع تركيا عبر أدواتها في دمشق، وهو ما دعا ترامب لاستدعاء نتنياهو للبيت ابيض لبحث مجموعة من الملفات كان أهمها وأكثرها مركزية رغبة ترامب في خفض التوتر (الإسرائيلي) التركي وصولا إلى تقاسم فيما بينهما على الأرض السورية.
تحتفظ تركيا بسيطرة كاملة على أجزاء واسعة من الشمال السوري وأصبحت تديرها وكأنها جزء منها ترفع بها الأعلام التركية وتعلم المدارس اللغة التركية والتاريخ العثماني، وفوق ذلك تسيطر على قصر المهاجرين (مقر الرئاسة السوري) في دمشق أما (إسرائيل) فهي راعية الأقليات الأثنية والطائفية و صاحبة النظرية التي عملت عليها منذ انطلاق المشروع الصهيوني بإقامة حلف الأقليات، و كانت منذ القديم حليف للأكراد في العراق و في شرق الفرات وهي راعية الأقليات المذهبية في شرق الجولان وخاصة الدروز والتي تملك علاقات قديمة معهم – مع بعضهم- تعود إلى ما قبل إعلان الدولة في ثلاثينات القرن الماضي.
انه صراع أجندات خارجية و معادية، تغيب عنه الأمة بقواها الحية مفسحة المجال لضباع التوحش لتنهش في لحمنا و تلعق في دمنا، أجندة تركيا تمثلها مليشيات مجرمة فعلت ما تشيب له الرؤوس في الساحل بحق مخالفيها في المذهب، فيما تقول الدولة انها شكلت لجان تحقيق لمعرفة ما جرى و هو ما عرفه العالم كله عبر شاشات الفضائيات، و هي لجان يبدو أنها لم و لن تجتمع، و تريد تكرار التجربة في محيط دمشق، لتردع من تقول انه شتم الرسول و لتعاقب من تراهم أهل الشرك و الخارجين عن مذهب السنة و الجماعة، فتقابلها مليشيات تدافع عن أهل التوحيد جاهزة بالعدة و العتاد و بأجندة (إسرائيلية) وبإشراف و تحريض علني من الشيخ موفق طريف شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة و بمسيرات (إسرائيلية) و ربما بما اكثر من ذلك، فيما يقول وزير المالية (الإسرائيلي) المتطرف سمو ترتش أن علينا أن نعمل على تفتيت سورية، و هو قول أما لم يسمعه أصحاب الأجندات التركية و (الإسرائيلية) أو انهم سمعوه و يعملون على تنفيذه.
جاء هؤلاء بشكل انقلابي غير طبيعي، و في لحظة تخلي احد الحلفاء عن النظام السابق لا بل و تحول إلى خصم، و انتهى بالغياب الغامض للرئيس السابق بشار الأسد، و اليوم يحكم دمشق و قليل من محيطها القريب هذا النظام الذي جاء بشكل غير طبيعي فيما تتقاسم باقي البلاد تركيا و (اسرائيل) و الولايات المتحدة و الجماعات الأثنية والطائفية و المليشيات الصغيرة، النظام غير الطبيعي لن يمارس سياسات طبيعية في بلد اخذ شكله مع نهايات الحرب العالمية الأولى و قام على مفهوم المواطنة الكاملة لكل المواطنين بغض النظر عن مذاهبهم أو أعراقهم، و حتى ما اتهم به النظام السابق من انه منح طائفة بعينها حصصا اكبر من مغانم الحكم الا انه لم يلغي المواطنة، و لم تحاول تلك الطائفة المتهمة تحويل المجتمع إلى مذهبها.
سنرى قريبا تدخلا أميركيا جديد وأكثر جدية يضع خرائط التقاسم التركي- (الإسرائيلي)، ولكن سنرى أيضاً أن هذه العتمة الحالكة لا بد و أن تنتهي و تنهض القوى الحية في امتنا بمشروع إنقاذي، هي أزمنة الصعاب التي تصنع الأقوياء، لا و لن نفقد الأمل.طوال أشهر الحرب على غزة وقفت تركيا إلى جانب الفلسطينيين وداعمة لغزة ومقاومتها بالبيانات والمؤتمرات ولكنها وقفت إلى جانب المعتدي على غزة بالدعم اللوجستي وتزويده بما انقطع عنه من مواد غذائية لا بل وعسكرية وصناعية، وأكملت دورها في التآمر على المقاومة اللبنانية وعلى الدولة السورية التي مثلت واسطة العقد في محور المقاومة، فكان لها الدور الأكبر في اسقطا النظام السابق ولعبت دورا في دفع المحور إلى الانكفاء، كل ذلك فعلته و هي مؤيدة من النظام الإبراهيمي بجناحيه العربي السني و(الإسرائيلي اليهودي) وذلك بحجة طرد الخصم الشيعي الفارسي من شرق المتوسط، ولكن النظام الإبراهيمي اكتشف في لحظة متأخرة أن تركيا هي من سيملأ الفراغ الناشئ عن خروج ايران، وتركيا الآن ترابط في دمشق ممثلة بوكيلها أبو محمد الجولاني احمد الشرع لاحقا.
وبما أن السياسة هي عالم المصالح والضرورة فان المحور الإبراهيمي بشقه العربي واليهودي وان نظر نظرة الرابح لسقوط النظام السابق في دمشق، إلا أنه لم ينظر بارتياح لانتصار الدور التركي، فالإبراهيمي العربي السني يريد أن يكون صاحب الحظوة في إدارة الشام الجديدة، و(إسرائيل) لا تريد أي دوله قوية إلى جوارها، حتى لو كانت صديقة وحليفة أو صاحبة جميل عليها، لان عالم السياسة يختلف تماما عن عالم الصداقة الاجتماعية.
هذا ما دفع الأمور إلى حافة الاشتباك منذ ثلاثة أسابيع وأشعل ضوء احمر و نوايا إسرائيلية بالاشتباك المباشر مع تركيا عبر أدواتها في دمشق، وهو ما دعا ترامب لاستدعاء نتنياهو للبيت ابيض لبحث مجموعة من الملفات كان أهمها وأكثرها مركزية رغبة ترامب في خفض التوتر (الإسرائيلي) التركي وصولا إلى تقاسم فيما بينهما على الأرض السورية.
تحتفظ تركيا بسيطرة كاملة على أجزاء واسعة من الشمال السوري وأصبحت تديرها وكأنها جزء منها ترفع بها الأعلام التركية وتعلم المدارس اللغة التركية والتاريخ العثماني، وفوق ذلك تسيطر على قصر المهاجرين (مقر الرئاسة السوري) في دمشق أما (إسرائيل) فهي راعية الأقليات الأثنية والطائفية و صاحبة النظرية التي عملت عليها منذ انطلاق المشروع الصهيوني بإقامة حلف الأقليات، و كانت منذ القديم حليف للأكراد في العراق و في شرق الفرات وهي راعية الأقليات المذهبية في شرق الجولان وخاصة الدروز والتي تملك علاقات قديمة معهم – مع بعضهم- تعود إلى ما قبل إعلان الدولة في ثلاثينات القرن الماضي.
انه صراع أجندات خارجية و معادية، تغيب عنه الأمة بقواها الحية مفسحة المجال لضباع التوحش لتنهش في لحمنا و تلعق في دمنا، أجندة تركيا تمثلها مليشيات مجرمة فعلت ما تشيب له الرؤوس في الساحل بحق مخالفيها في المذهب، فيما تقول الدولة انها شكلت لجان تحقيق لمعرفة ما جرى و هو ما عرفه العالم كله عبر شاشات الفضائيات، و هي لجان يبدو أنها لم و لن تجتمع، و تريد تكرار التجربة في محيط دمشق، لتردع من تقول انه شتم الرسول و لتعاقب من تراهم أهل الشرك و الخارجين عن مذهب السنة و الجماعة، فتقابلها مليشيات تدافع عن أهل التوحيد جاهزة بالعدة و العتاد و بأجندة (إسرائيلية) وبإشراف و تحريض علني من الشيخ موفق طريف شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة و بمسيرات (إسرائيلية) و ربما بما اكثر من ذلك، فيما يقول وزير المالية (الإسرائيلي) المتطرف سمو ترتش أن علينا أن نعمل على تفتيت سورية، و هو قول أما لم يسمعه أصحاب الأجندات التركية و (الإسرائيلية) أو انهم سمعوه و يعملون على تنفيذه.
جاء هؤلاء بشكل انقلابي غير طبيعي، و في لحظة تخلي احد الحلفاء عن النظام السابق لا بل و تحول إلى خصم، و انتهى بالغياب الغامض للرئيس السابق بشار الأسد، و اليوم يحكم دمشق و قليل من محيطها القريب هذا النظام الذي جاء بشكل غير طبيعي فيما تتقاسم باقي البلاد تركيا و (اسرائيل) و الولايات المتحدة و الجماعات الأثنية والطائفية و المليشيات الصغيرة، النظام غير الطبيعي لن يمارس سياسات طبيعية في بلد اخذ شكله مع نهايات الحرب العالمية الأولى و قام على مفهوم المواطنة الكاملة لكل المواطنين بغض النظر عن مذاهبهم أو أعراقهم، و حتى ما اتهم به النظام السابق من انه منح طائفة بعينها حصصا اكبر من مغانم الحكم الا انه لم يلغي المواطنة، و لم تحاول تلك الطائفة المتهمة تحويل المجتمع إلى مذهبها.
سنرى قريبا تدخلا أميركيا جديد وأكثر جدية يضع خرائط التقاسم التركي- (الإسرائيلي)، ولكن سنرى أيضاً أن هذه العتمة الحالكة لا بد و أن تنتهي و تنهض القوى الحية في امتنا بمشروع إنقاذي، هي أزمنة الصعاب التي تصنع الأقوياء، لا و لن نفقد الأمل.