المكتب السياسي في “القومي” يعقد اجتماعه الأوّل: جولة أُفُق على الكيانات

عقد المكتب السّياسي في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، اجتماعه الأوّل، برئاسة رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، و حضور رئيس المكتب السياسي الأمين محمود ابو خليل وأعضاء المجلس.

في مستهلّ الاجتماع، تناول رئيس الحزب واقع الكيانَين اللبناني والعراقي، لتشابه السيناريوهات المُستنسخة فيهما، و توقف عند أزمة الفراغ الرئاسيّ والحكوميّ المُتكرّرَين في الكيانين، في ظلّ غرق أبناء الشعب الواحد في لبنان والعراق في الأزمات والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها. و أكد أن الحلول الناجعة في لبنان تكون باسترجاع أموال المودعين و ليس بالاستدانة من صندوق النقد الدولي و بالتالي الارتهان له. وحذّر من خطورة الأمن الذّاتي ودعا الجهات الأمنيّة لأن تأحذ دورها في بسط سيطرتها على الواقع الأمني في البلاد. كذلك تطرّق الى الأزمة الاقتصادية في الشام، مؤكداً أنّ “المواطن الشامي، الّذي يعيش حرباً حقيقية على أرض الشام، فقد أبسط مقومات الحياة التي تمكّنه من الاستمرار، لذلك لا بُدّ من وضع حدٍّ للمحتكرين الذي يساهمون في تجويعه”، ولفت الى أنّ “الواقع نفسه ينسحب على المواطن اللبناني من شحّ الدواء والخطر الداهم على الأمن الغذائي في ظلّ فقدان الأدوية ورفع الدعم عنها، ومؤخّراً رفع الدعم عن حليب الأطفال”. وفي سياق مُتّصل، تناول الرئيس واقع الكيان الشامي، الذي تتوالى أزماته منذ 2011 حتّى الساعة، مؤكداً انه وعلى رغم ذلك، ما زال هو بوصلة تصويب الصّراع ضدّ عصابات اليهود الزائلة، ومازال في مركز القرار في أيّ مشروعٍ نهضويٍّ لسورية. في  الشأن العسكريّ- الأمنيّ، شدّد الرئيس على أهميّة الدور الذي لعبه الجيش السوري الى جانب التنظيمات الأُخرى، ومنها نسور الزوبعة، في ما خاضوا من معارك عسكرية وانتصروا بها. وأشاد بدماء الشهداء والتضحيات الّتي كانت على قدر الحفاظ على الوطن، ودعا الى تحصين البيئة الّتي صمدت في الحرب العسكريّة ومنع تجويعها وفتح ساحاتها أمام العدو والخصم.

من جهته، لفت رئيس المكتب السياسي، محمود ابو خليل الى أنّ “هناك احتلالات خارجية لأراضٍ سوريّةٍ في لبنان والشام والعراق وفلسطين لا يجب غضّ النّظر عنها”، رغم تحرير ما تمّ تحريره من الأراضي. كذلك شدد على أنّ “تركيا تحتلّ أرضاً سوريّةً وهي لواء الاسكندرون و أجزاء من حلب و ادلب و العراق، والأميركي يحتلّ مناطق شمالية شرقية مع بعض المجموعات المُسلّحة، من الحسكة والقامشلي وصولاً الى شرق الفرات، وفي قاعدة التّن. كما لفت الى أنّ “حلف ”النّاتو“ بكامل مجموعاته ودوله موجود بطريقة أو بأُخرى على الأرض السّوريّة، عبر قوّات بريطانيّة وقوّات فرنسيّة. و حذر من أنّ “التنظيمات العسكرية الموجودة في امتنا، وفي الشام تحديداً، والمرتبطة بالخارج، هي ورقة رابحة للعدو سيستخدمها في المعركة مستقبلاً”. و أكد أنّ “ما يُوازي هذه التنظيمات خطورةً، هي الضربات اليهودية المتكررة للشام، التي صار عمرها أكثر من 10 سنوات، والتي تحصل لضرب إرادة الصمود لدى أبناء شعبنا و لضرب مقدرات الدولة و امكانياتها و هو أمر لن يحصل.

هُنا، جدّد رئيس الحزب الدعوة للأكراد للعودة الى حضن الشام، وعدم تأمين بيئة حاضنة لأي محتلٍّ كائناً من كان.

في الختام، أكدت مداخلات أعضاء المكتب السياسي على أهمية دور المكتب السياسي في هذه المرحلة وشددوا على ضرورة تكثيف الاجتماعات الداخلية و اللقاءات السياسية مع القوى و الشخصيات الحليفة والصديقة.