إنّ العدو اليهودي المتوحّش، يحمل ثقافة بربرية همجية، مستمدّة من قصص توراتهم الخيالية والتي ثبت علميًّا أنّها مسروقة ومنحولة ومزوّرة، وهي تستند إلى تلمودهم، وقد تقزّزت منها نفوس كلّ شعوب الأرض. هذه الثقافة – المثلبة الاجتماعية والإنسانية، قياسًا بأدنى تطوّر الاجتماع الانساني، والتي تدعى الديانة اليهودية، ما هي إلّا وهم، اعتقدت به جماعات بدائية متوحشة، ومتشابهة التأخّر الاجتماعي، ومنتشرة في أغلب بقاع الأرض.
وما زال هذا العدو المتخلّف الواهم، يحتلّ الجنوب الغالي من سورية فلسطين، مدعومًا من أعتى الدول الاستعمارية، الولايات المتحدة الأميركية، وأتباعها في الحلف الأطلسي، وأذنابها الأذلّاء في بلادنا، وفي بلدان جوار الأمة السورية. هذا العدو المجرم، وعلى مدى ستّة أشهر، يقصف ويدكّ ويدمّر، بجميع أنواع الأسلحة الفتّاكة، كلّ أنواع الحياة في فلسطين، وكلّ أشكال الإنشاء والتعمير والبناء. هذا العدو اليهودي، وحليفه الحلف الأطلسي، لا تقتصر أعماله التدميرية على فلسطين، بل طالت كل الوطن السوري مهد الحضارات، فهو يقصف ويدمّر ويقتل في لبنان، ويقصف ويقتل في الشام، كذلك في العراق، وطال قصفه اليمن الحر الشريف الذي تيّقن من خطره، فناصر حقّه وحقّنا بالحياة والوجود، ويقصف كل هذه الجبهات، بذريعة أنّ محور المقاومة يساند أهله وأبناءه في فلسطين. هذا الشيطان اليهودي وجميع حلفائه، يضغطون على محور المقاومة بهذا القصف، وفي ظنهم أنّ هذا المحور، سوف يجزع ويخاف ويستسلم، وبالتالي يرضخ لمطالبهم وسياساتهم الاستعمارية، الطامعة بالمنطقة وثرواتها. ومن جهة أخرى يحرّكون أذنابهم في المنطقة، ليقودوا وساطة ضاغطة على شعبنا في الجنوب السوري فلسطين، ويحاولون بالدهاء السياسي، جرّ أبطال المقاومة في فلسطين الى اتفاق لوقف إطلاق النار، يفهم منه أنّ اليد العليا كانت بالحرب للعدو اليهودي، وللشرّ المرذول الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. فأبطال المقاومة في فلسطين وضعوا شروطًا حقوقية بديهية للموافقة على وقف إطلاق النار، منها: وقف إطلاق النار لمدّة طويلة الأمد، إخلاء سبيل الفلسطينيين الأحرار المعتقلين في السجون اليهودية، الانسحاب من المناطق التي احتلها الغاصب بعد السابع من أكتوبر، فتح كل المعابر وحريّة الحركة عليها، عودة المواطنين الفلسطينيين الى بيوتهم ومناطق سكنهم، عدم التعرض لإعادة الإعمار، وقف التوسع الاستعماري الاحتلالي في مناطق الضفّة، وحرية أبناء الضفّة في ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاعتقادية.
هذا هو الحال على جبهة جنوبنا السوري المحتل فلسطين.
أمّا جبهات لبنان والشام والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران واليمن، المساندة سياسيًا وعسكريًا لشعبنا في فلسطين، فقد أظهرت أنّها موحّدة النظرة تجاه العدو اليهودي، وتجاه الخطر المتمثّل في الولايات المتحدة الأميركيّة وحلفائها بالغرب، هذا الخطر الذي يستهدف بلادنا سورية والبلدان المجاورة لنا. لذلك قرّرت هذه الجبهات، أن تكون جبهاتها مشتعلة بالنار إسنادًا للجبهة المشتعلة في فلسطين. كذلك يصمّم هذا المحور أن يبذل كلّ قدراته العسكرية، من أجل أن تحافظ المقاومة في فلسطين على صمودها العسكري وقدرتها السياسية، وثبات تمسّكها بالحق القومي.
وانطلاقًا من هذا الموقف المعلن، والممارس فعليًا بالدم والنار والثبات السياسي، فليعلم العدوّ اليهودي وحلفاؤه جميعًا، أنّه لن تسكت أصوات المدافع ولا أصوات الصواريخ والمسيّرات على جبهات الإسناد، إلّا بعد وقف الاعتداء اليهودي على غزّة وكل فلسطين، ولا عودة لليهود المحتلّين الى مستعمراتهم في شمال فلسطين في هذه الجولة الحربية، إلّا بعد عودة أبناء غزّة الى بيوتهم وأحيائهم وأرزاقهم وقراهم، ولن تعود حركة الملاحة الى موانئ فلسطين المحتلة حتى يفتح العدو اليهودي وحلفاؤه كل المعابر الى فلسطين دون عرقلة، ولن يشعر المستعمر بالهدوء إلّا إذا سمح بإعادة الإعمار في غزّة والضفّة.
هذه هي وحدة الحياة تجلّت في المقاومة، وهذه هي وحدة المصير تعمّقت في نفوس شعبنا، وهذه هي وحدة المسار السياسي انتصرت، ولم تقبل بالتنازل عن ذرّة تراب من تراب فلسطين المقدس.
وهذا هو شعبنا في فلسطين وفي كلّ الأمّة، وقد أدرك معاني وأبعاد فلسفة القيامة الثورية المباركة لمسيحنا السوري العظيم واقتدى به، فامتشق سوط السيد المسيح وبدأ يضرب ويقاوم، ليخرج أبناء الافاعي من الهيكل ومن كل شبر.
وها هو شعبنا في كل الأمّة وعى وعي معلّمنا سعاده الذي يقول: إنّ إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني بالصميم كما هو أمر شامي بالصميم كما هو أمر عراقي بالصميم كما هو أمر فلسطيني بالصميم، إنّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها.