الهزيمة بعيونهم: رئيس الشاباك الأسبق: الأتراك والبريطانيون والمصريون هربوا من غزة.. ونحن أيضًا هربنا!

قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) كرمي غيلون إن الحرب في غزة انتهت، وإن إطلاق النار قد يتوقف لمدة تصل إلى 5 أو 6 سنوات.
ورأى غيلون -في حديث أدلى به للقناة الـ12 الإسرائيلية ونشرت مقتطفات منه الخميس- أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تلقت “ضربة قوية” في هذه الحرب الانتقامية، حسب وصفه.
وتابع قائلاً إنّه لا يُمكِن القضاء على قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار عن طريق قصف الدبابات والطائرات، بل أنّ الأمر يتطلّب عمليةً “جراحيّةً”، تعتمِد على معلوماتٍ إستخباراتيّةٍ قويّةٍ ودقيقةٍ، على حدّ تعبيره.
تخ ومضى قائلاً: “الأتراك هربوا من غزّة، كذلك البريطانيون فرّوا من هذه المنطقة، والمصريون أيضًا، ونحن أيضًا هربنا من غزّة”، كما أكّد.
لكنه أضاف أن حماس “ستبقى هي الهيئة الحاكمة في القطاع ما دام هناك فراغ وليس هناك من يملؤه حتى الآن”.
وتوقع غيلون أن يتوقف إطلاق النار لمدة تصل إلى 6 سنوات قد يتجدد بعدها إطلاق الصواريخ من غزة، لكنه قال إن “قصة ما حدث في 7 أكتوبر لن تتكرر في رأيي”، في إشارة إلى هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت على المواقع العسكرية الإسرائيلية ومستوطنات غلاف غزة ضمن عملية طوفان الأقصى.
وأضاف “برأيي الحرب انتهت، والسبب الوحيد لبقاء الجيش الإسرائيلي في الميدان هو إعادة الرهائن (الأسرى اليهود في غزة)”، مشيرا إلى أن الضغط العسكري هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعيدهم.
وحول إمكانية وقوع اغتيالٍ سياسيٍّ في إسرائيل خلال العام الجاري، أجاب غيلون إنّه يتوقّع جدًا أنْ يشهد العام الجاري اغتيالاً سياسيًا، وليس بالضرورة نتنياهو، الذي يتمتّع بحراسةٍ شديدةٍ من قبل (شاباك)، مُشدّدًّا على أنّ الدولة العبريّة باتت يمينيّةً جدًا، وأنّ هذا التحوّل ما زال مستمرًا حتى اللحظة، وسيستمّر في قادم الأيّام، وفق أقواله.
وأوضح غيلون في اللقاء أنّ هناك سيناريوهين: “أحدهما سيئ والآخر سيئ للغاية”، وقال إن هاجس البقاء في المسرح السياسي لطالما أرّق كلّ السياسيين في الكيان، مضيفًا أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رهن الدولة وفنّ إدارة شؤونها والديمقراطيّة عندما رفض الذهاب إلى السجن.
ووفقا لرئيس الشاباك السابق، فإنّ السيناريو الأسوأ تمثل في تشكيل حكومة حربٍ مؤلفة من نتنياهو وبيني غانتس زعيم حزب (أزرق أبيض).
ومضى قائلاً إنّ الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعيشون على الهامش، ولم يعودوا أعشابًا بريّةً ضارةً”، كما كان يطلق عليهم الجمهور العبري ذلك الوصف.
وتابع إنّ أولئك الإرهابيين اليهود “ليسوا أعشابًا ضارّةً”، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه عندما اكتُشف أمر الحركة اليهودية السرية، بعد سلسلة من الهجمات التي تعرض لها الفلسطينيون في ثمانينيات القرن الماضي، ومن بينهم رؤساء بلديات، كان هناك 12 ألف مستوطن في الأراضي الفلسطينيّة، أمّا اليوم فهناك 700 ألف منهم.
وبحسبه، لا يوجد صهيونيّ متديّن واحد، لم يقرأ على الأرجح كتاب (توراة الملك)، الذي يدعو لقتل العرب حتى وهم أطفالاً، من تأليف الحاخام يتسحاق شابيرا والحاخام يوسيف إليتسيور، الذي يصفه غيلون بالكتاب العنصريّ.
وكشف رئيس الشاباك السابق النقاب عن أنّه ما من نائبٍ عامٍ في إسرائيل سمح بالتحقيق مع الحاخامات المتطرفين ومحاكمتهم على ما تنطوي عليه تصريحاتهم من خطر داهم وتأثيرها على تلامذتهم، وأقر بأنّ الجهاز الذي كان يرأسه أخطأ في تعامله مع أولئك الحاخامات.
وفي معرض إجابته على سؤالٍ بشأن ما الذي يمكن فعله إزاء الحملة الرامية لجعل دولة إسرائيل تُحكم وفق الشريعة اليهودية؟ أعرب غيلون عن اعتقاده أنّ هناك كثيرين من بين الناخبين اليمينيين ممّن لا يتمنون حدوث ذلك.
ولم يتوقع غيلون أنْ يظلّ الهدوء سائدًا في إسرائيل خلال الأربعين سنة القادمة، مشيرًا إلى أنّ أيّ حكومةٍ تتولّى زمام الأمور في البلاد، سواءً كانت من اليمين أوْ اليسار، تفعل ما في وسعها لإخفاء الحقيقة، بحسب تعبيره.
وفي ما يتعلق بالإخفاق الإسرائيلي في 7 تشرين الأول الماضي، قال غيلون – الذي ترأس الشاباك بين عامي 1994 و1996- إن “أحدا لم يكن يتخيل حدوث ذلك، ليس لدي تفسير يتعلق بالاستخبارات، وأعتقد أنه مع استمرار القتال والكشف عن المزيد من الحقائق بشأن استعدادات حماس يتبين أن الإخفاق الاستخباراتي هائل”.