حزب يسمو على تاريخه

واقعة إستشهاد الرفيق المهندس وسام سليم أحضرت في ذهني التأمل في تاريخ الحزب.فتاريخ الحزب ، تأريخ لنكباته.ثورة 1949، التي لم تتوفر لها لا عناصر ذاتية ولا موضوعية للنجاح وأسفرت عن إستشهاد مؤسسه وعددا من مناضليه. نكبة المالكي في ال54 وما تبعها من مآس وويلات. إنقسام ال57 ألذي يجر ذيوله إلى الآن . إنقلاب ال61 وما جرّه من سجن وتشريد وخراب بيوت.

إنقسام ال74 المتسلسل إلى تمرد وتشلع وتفكك وتصفيات دموية في ال85 و87….

يُذهل المرء في القدرة على بقاء القوميين في دائرة الفعل والتأكيد ، فما هو السر ؟

ألسر كامن في ثلاثة عوامل:

1- في خضم الظلام والنكبات ، كان يظهر حفنة من القوميين المتنورين والمجلّين دأبهم إشاعة النور ، كما حصل في مؤتمر ملكارت سنة 1969 ومؤتمر ضهور الشوير في 13/9/2020.

2-
إستمرار شخص وفكر أنطون سعاده إلى الآن ، إذ بات شخص الرجل أمثولة محليّة وعالمية في البذل والتضحية والفداء ، وأقواله وحكمه ترددها ألسن الأجيال الجديدة ، ويستشهد بها خصومه وأعدائه قبل تلامذته ومريديه.

3- بروز ظاهرة الإستشهاد في كل مفاصل تاريخه ، منذ ما قبل الإيقونة القومية الماسية سناء محيدلي وصولا إلى الشهيد البطل المهندس وسام سليم .

حزب مُذهل ، وقوميون يأبون الموت ، وهما فوق وأقوى من الحركة الموضوعية لتطورهما التاريخي ، مما كان يفرض الأفول.

ألحزب القومي ، حزب فوق التاريخ ، فوق تاريخه هو ، وهذا ما لم يحصل يوما للأحزاب.