مثلما تشرق الشمس نوراً غامراً مِن بعدِ دُجى، كذلك تَنشُر الشمس دمَها على الأفق، قرباناً صامتاً لسيادة الظلام، فتستجيب بعضُ الأمم لنداء الأفول، فيما تُصِر أممٌ أخرى على مواجهة الغرق بمجاذيف الروح، صائغةً من لحظات الصراع رموزاً حية تجتمع فيها حرارةُ الألم بثبات الكبرياء. لكنْ، شِراعاً بعد شراع، تترسخ هذه الروحيةُ ثقافةً محفورة في الوجدان الجماعي وتغدو أناشيد َ بطولةٍ على شفاه
العصور.
بهذا الأفق ننظر إلى ارتقائك يا شهيدَنا البطل وسام محمد سليم، وأنت ابن الصرفند الأبيةِ ِالمصبوغةِ بدمِ الشهادة الأزكى…وأنت لم تَدّخر عِلمك وإجازتك في الهندسة للحياة الخاصة ولا لعمر الشباب الغض. أنت في جسدك المُسَجّى أكثر حياةً من أمواتٍ كثيرين حتى لو كانوا يتنفسون ويأكلون ويشربون، لأن الحياة هي في الوجدان الحي والعقل المدرِك والقلب النابض. وبذلك لم تنضم فقط إلى قافلة الصرفند المباركة من الشهداء بل إلى الثُّلة السكيبةِ من شهداء الجنوب اللبناني في المقاومة اللبنانية المباركة التي شكلت معادلةَ الردع المضيئة ضد العدو المحتل، كما انضممتَ الى ثُلة المقاومة الفلسطينية البطلة التي أذاقتِ العدو من المرارات في فلسطين المحتلة ما لم يَذُقه منذ احتلاله لغزةَ والضفةِ الغربية والقدس في 1967، بل منذ احتلاله عام 1948 لسائر فلسطين التاريخية الحبيبة.
أيها الشهيد البطل، يا رفيقَنا البطل وسام سليم، يا أهلَه المُتشحين بوسام الاعتزاز ويا رفقاءَه المنزرعين في تربة المقاومة وعِز المقاومة…. بكم نكبُر ونعتز، ولكم نقول مع الكبيرة فيروز وثقافتها الرحبانية المقاوِمة: لكمُ الشمسُ/لكمُ القدسُ/ والنصرُ وساحاتُ فلسطين.
رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين محمود أبو خليل