“القومي” يُشيِّع شهيده وسام سليم بمأتمٍ حاشد

شيع الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة الصرفند، الشهيد وسام محمد سليم، الذي استشهد أثناء تأديته واجبه القومي، في جنوب لبنان، بحضور رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التل، رئيس المكتب السياسي الأمين محمود أبو خليل، وفد قيادي ضم أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العمد والمكتب السياسي ، وحشد كبير من القوميين الاجتماعيين، وأهالي بلدة الصرفند.

وكانت كلمة لرئيس الحزب، قال فيها أننا لم نأتِ إلى الصرفند اليوم لنتقبّل العزاء، بل جئنا نشارك في عرس رفيقِنا الذي شقَّ طريقه الى الشهادةِ كما شقَّها الى الحياة، بعزيمةٍ لا تردُّها مُسيّرةٌ جبانةٌ ولا رصاصة عدُوّة ولا مُحتلٌّ غاشم، استشهد وسام في يوم فرحه، استشهدَ وهو يمارسُ عقيدته بكلِّ نبل وتهذيب والتزام وإخلاص، وتابع قائلاً: أيُّها الرفيق محمد والد الشهيد البطل، يا عائلة الشهيد وأقاربه وأحبائه ورفقائه، إن هذا الدم الذي روى أرض الجنوب، بأعينِ حرصت على عودة وتفعيل عمل حزبكم في ميدان المقاومة، شهادتُه كما قُلتُم “بترفع الرّاس”، وأنتُم يا اهل الشهداء تُعلِّموننا كُلّ يومٍ كيف نرفعُ رأسَنا، ويا رفقاءه، يا أهل العز والكرامة، أيُّها المقاتلون الذين تقفون بيننا من دون أن يسمع أو يعرف أحد ببطولاتكم، أنتم تقاتلون أعداء البشر والحياة، لنحيا بفخر وإباء.

أضاف بنات أننا في هذه الحربِ نحن ننتصر، ننتصر على كل الجبهات، ننتصر في غزة حين يأبى أهلنا مغادرة منازلهِم تحت خطر الطيران وتحت قصف الطيران لبيوتِهِم ولأبنائِهِم ولعائلاتِهِم، نحنُ ننتصرُ في الميدانِ حين يخرجُ مقاومٌ من الأنفاق ليستهدفَ من يقولُ أنّهُ أقوى جيشٍ في المنطقة، نحن ننتصر بدماءِ أبطالنا في جنوب لبنان، وبدماءِ المقاومين من حماسِ إلى الجهادِ الاسلامي، وحلفائنا أبناء السيد موسى الصدر في حركة أمل، وإلى رفقاء السلاح والدم في المقاومة الإسلامية حزب الله، تحية الوفاء والشرف لما تقدموه من جهد استثنائي بنّاء لمقاتلي حزبنا ولكل محور المقاومة نصرة لمشروع فلسطين وتحرير فلسطين، وها هي دماء شهدائنا تمتزج عطاء على تراب جنوب لبنان كما امتزجت على تراب الشام الحبيبة.

تابع بنات: لسيد المقاومة وقائد محورها سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، تحية التقدير على جهدكم الجبار في إدارة هذه الحرب بكافة جوانبها السياسية والعسكرية والاستراتيجية والاجتماعية والثقافية ليثمر فعلكم عزةً ونصراً محتماً أتياً لامتنا لا محال.

وقال حضرة الرئيس مخاطباً الشهيد: في تشييعِك أيها الشهيد البطل المقدام، نعاهدك أن نبقى على مسافةِ صفر من ساحِ الجهاد، ونؤكد لك أنَّ حزبنا مستمرٌّ في عطاءاته وتضحياته، وأن دماءك الطاهرة سنحرص بكل قدراتنا أن نبقى على هذا الخط حتى استعادة كافة حقوقنا. وأضاف: يا أيها القوميون الاجتماعيون، إن صونكم لدماء الشهيد وسام سليم وكل شهداء حزبكم، لا يكون إلا بالالتفاف حول الحزب، وصون مؤسساته وتحصينها وحمايتها، والبر بقسمنا لنكون جميعاً جنوداً أبطال في القتال والسياسة والثقافة والإذاعة والتربية كما أرادنا أنطون سعاده، إن الحزب بمشروعه الذي طرحه تحت عنوان دولة المواطنة المقاومة، مستمر بمعركته على كل المستويات، دفعًا للإرهاب عن كل اراضي الامة، سعيًا لتحريرها، ونضالًا نحو البناء على كل المستويات السياسية والإدارية والاجتماعية، دماؤُكَ يا وسام رسمت المشهد الذي يريده القوميون الاجتماعيون، مشهد حزبهم شريكًا أساسيًّا في طليعة المشتبكين مع اليهود، دماؤك وصورة تخرُّجك التي أعاد رفقاؤُكَ مشاركتَها يومَ أمس، أكدت على هوية المقاومين، واليوم نلت أنت الشهادة الكبرى، وما كان لهذا العدو البربري أن يتجبر لولا خنوع أنظمة عديدة في الأردن ومصر والخليج، قدمت خدماتها المقبوضة سلفاً لولي أمرها، بينما انتفضت اليمن فوق حرب خاض غمارها تحالف كبير عجز طيلة سنوات عن لي ذراع أنصار الله، الذين سطروا ملاحم العز والشرف في نصرتهم للمسألة الفلسطينية، فالتحية للمقاومة الحليفة في اليمن التي أعادت للعرب كرامة باعها كثيرون، وللمقاومة في العراق والشام التي دأبت طوال سنين عجاف، بعمل عسكري جبار، أفشل مشاريع السيطرة على أهم كيانات الأمة لاخضاعها، أمّا في لبنان فنؤكد على تلازم ثالوث الجيش والشعب والمقاومة، ولا يمكننا بعد اليوم أن نقبل بأي نقاش يطرح على الطاولة هوية الكيان السياسية ودوره، فالدماء هي من ترسم مستقبل الأوطان، وندعو إلى التنبّه عاليًا من محاولات العدو وعملائه، لتمرير مشاريع فتنوية لضرب بيئة المقاومة، مع التشديد أن الحسم والحزم مع هؤلاء هو حاجة اساسية تضمن وحدة لبنان وشعبه.

وختم بنات: شهيدنا وسام، نعاهدك ونعاهد كل الشهداء أن درب النصر لا تعبّده ولا تفتحه ولا تؤمّن استمراره سوى دماؤكم الطاهرة.